بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

         في بداية الموسم الجامعي 1419هـ-1998م، طلبَ إليَّ الصديق العزيز الأستاذ الدكتور مبارك ربيع، قيدومŒ كلية آداب جامعة الحسن الثاني  بالمحمدية يومئذ، أن ألقي درسا في افتتاح هذا الموسم، يتصل موضوعه بالأدب المغربي ؛ فاستجبت لأخوته، وقدمت الدرس المطلوب.

 

         كان ذلك في أحد مدرجات الكلية المذكورة، صباح الاثنين 20 جمادى الثانية 1419هـ الموافق 12 أكتوبر 1998م، وكان العنوان هو: "من ظاهرة التواصل إلى قضايا التعبير: الشاعر الناقد محمد البيضاوي الشنجيطي نموذجا".

 

         وقد ازدان هذا الدرس بالتقديم الذي استهل به سيادة القيدوم، وكذا بتعقيبه عليه، ثم بفتحه باب المناقشة التي اقتصر فيها على سؤال لأحد الطلاب، وآخر للسيد عميد الجامعة الأخ الكريم الأستاذ الدكتور محمد فرحات، مع إجابة عليهما مقتضبة.

 

         ونظرا للإلحاح عليَّ في نشر الدرس، على الرغم من أني كنت ارتجلت إلقاءه، فقد قامت زوجتي حفظها الله الأستاذة حميدة الصائغ بتفريغ شريط التسجيل الصوتي، مما سهَّل عملية الإخراج.

 

         وحتى يكتمل النص، فقد أضفت إليه مجموعة من الشواهد الشعرية والنقدية التي لم يكن الوقت يسمح بقراءتها، كما عمدت إلى بعض المراجعات، لا سيما وأن التفريغ كان يتعثر بسبب طبيعة التسجيل ومدى وضوحه، وما إلى ذلك مما هو معروف في مثل هذه الحال.

 

 

__________________________

Œ كان لقب "القيدوم" في هذه الفترة يطلق على عميد الكلية، في حين كان لقب "العميد" يطلق على رئيس الجامعة.

         والحق أن النية كانت معقودة يومئذ – وقبل إلقاء الدرس – على نشر ديوان الشنجيطي، بالاشتراك مع الزميل الفاضل الأستاذ الدكتور محمد الظريف.

 

         وكنت قد استعنت ببعض الأصدقاء الذين لهم صلة أسرية أو غيرها بالشاعر، أمثال الطبيب الماهر الأستاذ الدكتور عبد القادر التونسي، والقائد الموقر الأستاذ المختار أمانة الله ابن أخ الشنجيطي، والوزير المحترم الأستاذ الدكتور محمد الشيخ بيد الله، والأستاذ الدكتور عمر أفا، والأستاذ الشاعر السيد الطالب بويا لعتيك ؛ مما أتاح لي جمع مادة غنية للديوان، كان لهم فيها فضل كبير يستدعي الإعراب لهم عن جزيل شكري وعميق تقديري لأريحيتهم الأدبية.

 

         ولكني بعد أن ألقيت هذا الدرس بفترة وجيزة، فوجئت بالأستاذ الظريف يطبع الديوان، مما جعلني أوقف العمل فيما كنت أهيئه، مؤجلا إنجازه إلى ما بعد، وإن كانت بعض النسخ المصورة لتلك النصوص قد محيت نهائيا بسبب رداءة التصوير، وكان فيها من شعر الشنجيطي ما هو غير منشور.

 

         لذا، فإني اكتفيت في المرحلة الراهنة بنشر الدرس ملحقا به عرضا له صلة به، كنت مهدت به لندوة كانت أكاديمية المملكة المغربية قد عقدتها بالرياط يومي 26 و 27 ذي الحجة 1422هـ الموافق 11 و 12 مارس 2002م، في موضوع: "ثقافة الصحراء: مقوماتها المغربية وخصوصياتها". وكان عرضي فيها يتناول "دور علماء الصحراء المغربية وأدبائها في تثبيت الوحدة الوطنية" ؛ وكان من بينهم الشنجيطي وآخرون.

 

         وإني إذ أنشر هذا الكتيب متضمنا نص الدرس بما معه من تقديم وتعقيب ومناقشة وعرض ملحق، أتمنى أن يفيد منه طلاب الأدب والباحثون في ثقافة الصحراء والرسالة الوحدوية التي أدتها طوال عهود التاريخ ولا تزال.

         وبالله العون والتوفيق.

 

الرباط في 6 ربيع الثاني 1428هـ                                                                عباس الجراري

الموافق 24 أبريل 2007م